الملخص :

يقوم هذا البحث على تتبع الدلالة الصرفيّة عند البيضاويّ في تفسيره المعروف" أنوار التنزيل وأسرار التأويل"، فقد كان الوقوف على الدلالة الصرفيّة للكلمات المشتقة سمة واضحة وبارزة عند البيضاويّ. وقد لمست من خلال البحث أن البيضاويّ ينحو نحو التأصيل للمعاني المعجمية أو الصرفيّة أي يعيد المعنى المعجمي إلى أصله، وكذا يؤصِّل الدلالة الصرفيّة للبنية، وقد اقتضاه هذا التأصيل أن يربط بين الدلالة المعجمية والدلالة الصرفيّة في أغلب المواضع. والبيضاويّ في تأصيله هذا يحاول تحليل المعنى في تفسيره ويسلك السبل المتنوعة إلى تلك الغاية على ما يمتاز به تفسيره من إيجاز واختصار غير مخل؛ إذ لا يغادر وجهاً وجيهًا مذكوراً في الدلالة إلّا ويذكره.  ولقد رصدت في سبيل هذا البحث أغلب الصيغ الصرفيّة التي وقف البيضاويّ عند دلالتها وإن كان وقوفه سريعاً موجزاً في الأغلب؛ لأن غايته لم تكن تفصيل الدلالة الصرفيّة. ثم أجريت دراستي عليها فانقسمت على مباحث، منها: مبحث للمبالغة إذ كشف عن دلالات بعض الصيغ الصرفيّة على المبالغة وهي غير صيغ المبالغة المعروفة.