الملخص :
تبحث هذه الّدراسةُ ثنائيّة اللغة واللثغة في اللغة العربيّة وتتبعتُ فيها معنى اللثغة واللغة وتطوّر درْس اللثغة في الدّرس اللغويّ والألفاظ التي نصّ فيها العلماء على هذه الثنائيّة من خلال قولهم: لا أدري ألغة هي أم لثغة. ولم تُعن الدراسة بمواطن اللثغة ومظاهرها في العربيّة بصفتها أحد عيوب اللسان؛ لأنّ هذا البحث نال من الدراسة ما لا يحتاج معه إلى تكرار.
وخلصتْ الدراسةُ إلى أنّ هذه الثنائيّة ظهرت في المعجم العربيّ منذ الخليل بن أحمد الفراهيديّ ولكنّها برزت عند الزّبيديّ أكثر من غيره فقد نصّ على هذه الثنائيّة في ما يقرب من ستين موضعاً اخترت منها ما يقرب خمسين موضعاً وتركت بضعة مواضع لثبوت اللثغة فيها واستقصى البحثُ هذه الألفاظ وقارن ما ذكره الزّبيديّ مع ما ذكره غيره من العلماء السابقين له واللاحقين للوقوف على حقيقة هذه الثنائيّة وما هو أولى بالقبول فيها أهو اللغة أم اللثغة أم أنّها من الإبدال والتّعاقب؟
لقد تبيّن للباحث أنّ معظم ما حمل على اللثغة في تاج العروس لا تتوافر فيه ضوابط اللثغة وإنّما هو من باب الإبدال والتّعاقب واللغات والصّيغ الاختياريّة وأنّ حملها على اللثغة من باب التوسّع في دلالة اللثغة وأنّ الزّبيديّ نسب القول باللثغة في جلّ المواضع إلى شيخه الإمام اللغويّ أبي عبد الله محمَّد بن الطّيِّب بن محمَّد الفاسيّ، المتوفى:1170ه. وقد عارضه فيها أحياناً ووصف بعض آراء شيخه بأنّها تحاملٌ شديدٌ.