تطور العلاقات الباكستانية الإسرائيلية: الدوافع والأهداف والصعوبات

ملخص

تهدف هذه الدراسة إلى البحث في الدوافع والأهداف وراء تطور العلاقات الباكستانية الإسرائيلية منذ نقل باكستان لعلاقاتها مع إسرائيل من النطاق السري إلى النطاق الرسمي المعلن، والحديث عن آفاق جديدة لتلك العلاقات، وطبيعة العلاقات الباكستانية الإسرائيلية خلال المرحلة السابقة للقاء وزيري خارجية كلا البلدين في اسطنبول (تركيا) في الأول من سبتمبر 2005، وإعلان الرئيس الباكستاني برويز مشرف أن بلاده ستتخذ خطوات باتجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل وصولا إلى علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين تزامنا مع تقدم عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط. وكذلك تهدف الدراسة إلى التعرف على  الصعوبات والإشكاليات التي تواجه تطوير هذه العلاقات مستقبلا، و معرفة تأثير التقارب الباكستاني الإسرائيلي على القضايا العربية وبخاصة القضية الفلسطينية.

وباستخدام المنهج  التاريخي التحليلي، بينت الدراسة أن لكل من الدولتين أهدافاً ودوافع إستراتيجية وسياسية واقتصادية وعسكرية كامنة وراء محاولة كل دولة تطوير علاقاتها مع الأخرى، وأن هناك عدة صعوبات تقف أمام التطبيع الرسمي والكامل لهذه العلاقات. وكذلك فقد أوضحت الدراسة بعض الإشكاليات الهامة والتي يثيرها التحول في العلاقات الباكستانية الإسرائيلية بالنسبة للقضايا العربية، وبخاصة القضية الفلسطينية.  وبينت أيضا أنه من غير المستبعد أن تقوم علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل خلال فترة قصيرة، لأن التزامات باكستان الإسلامية ودورها في منظمة المؤتمر الإسلامي وموقفها من القدس والقضية الفلسطينية لم تكن عوائق أمام قرار التقارب مع إسرائيل، وأن القضية الفلسطينية لم تكن مصلحة باكستانية خالصة أو لم تكن قادرة على منافسة مصالح أخرى ترجح التقارب مع إسرائيل. والطريق أصبحت شبه ممهدة لباكستان إذا تغلبت على بعض الصعوبات وبخاصة المعارضة الباكستانية الشديدة.