الملخص :
يهدف هذا البحث إلى التعرف على حياة الإمبراطور هنري السادس،ونشأته، وتكوينه العلمي والثقافي،والإنجازات والأعمال التي قام بها خلال فترة حكمه للإمبراطورية الرومانية المقدسة، ويعّد من أكثر الأباطرة الذين استخدموا لقب الرومانية المقدسة، وتجذّر هذا المفهوم، وبشكل كبير، في عهده، وسعى جاهداً إلى تحقيق فكرة عالمية الإمبراطورية، وكان له حضوره على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية. وتميز هنري السادس بالقسوة والقدرةعلى مقاومة الأخطار ،ومحاولاته مدّ نفوذ الإمبراطورية إلى المناطق المجاورة، وإعادة مدينة القدس إلى نفوذ الغرب الأوروبي. وخلصت الدراسة إلى أن الإمبراطور هنري السادس يُعدٌّ رجل دولة وسياسة، وقد امتاز بالدبلوماسية والذكاء والفطنة، وكان صاحب إرادة قوية،وبهذا جمع ما بين عرش الإمبراطورية، ومملكة صقلية. وتميزت علاقات هنري السادس مع البابوية بالاعتدال، وعدم مناوأة البابا، بل سعى إلى كسب ود البابا من أجل مساندته في المشاريع التي كان ينوي القيام بها، واتسمت بعض جوانب سياساته بالتجديد، وهدف من وراء حملته إلى ا لشرق ترسيخ نفوذ ومكانة ألمانيا في الأراضي المقدسة، كما أنه نشر نفوذه على كل من انجلترا،وبولندا، والدنمارك، وقبرص وأرمينيا، واهتم بالشؤون الاقتصادية والثقافية للإمبراطورية الرومانية، ولهذا نُظر إلى عهده على أنه يشكل بداية عصر النهضة.